تهافت نظرية دارون امام نظرية الخلق في القرآن والتراث الإسلامي

Published on 30 July 2025 at 15:00

تهافت نظرية دارون امام نظرية الخلق في القرآن والتراث الإسلامي، ونظرية علاقة ظهور الانبياء بالتطور البشري الحضاري

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كريم س. حمدي

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليس هناك تطور حدث من قرد الى بشر، بدليل القرآن (إِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي خَالِقٌ بَشَرًا مِنْ طِينٍ فَإِذَا سَوَّيْتُهُۥ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى فَقَعُواْ لَهُۥ سَٰجِدِينَ)1، ولكن هناك نسخ بشرية متطورة عمن سبقها، وبدليل القرآن ايضا (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ)2، فتعجب الملائكة ووصفهم (هنا لمن سبق ادم) دليل رؤيتهم ومعرفتهم ببشر سبق خلق آدم، مما يوضح ان هناك عملية  قد حدثت وانتجت لنا آدم

وعليه يكون آدم هو النسخة الجديدة المطورة في خلقها وعقلها، بدليل القرآن ايضا بشأن عيسى (إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ)3، بمعنى آخر ان خلق آدم جاء متأخرا عن اول خلق الذي سماه الله (بشر)، وعيسى هو ايضا نسخة بشرية مطورة ولكنها كانت احادية فلم تختلط بالنسل البشري (اي لم تنجب) وكان لها مقومات اعجازية خارقة، كإحياء الموتى، وفي حالة صعودها الى السماء (اي لم تمت بعد) فلابد من عودتها بحسب الدليل القرآني (كل نفس ذائقة الموت)4، اي عودتها لتموت كأي نفس اخرى خلقها الله تعالى

وفي التراث الإسلامي الشيعي تأكيد على وجود آدمي قبل آدم: (عن محمد بن علي الباقر “عليه السلام” أنه قال: قد انقضى قبل آدم الذي هو أبونا ألف ألف آدم)5

!اما عن خلق آدم قبل 6000 سنة فهو حديث توراتي، لا علاقة للإسلام فيه

ولكن هذا التأريخ (6000 سنة) هو ايضا مهم من الناحية النظرية التي قد تفيد بأن ظهور آدم كان في هذا الوقت، اي انه ليس أول مخلوق، انما نسخة حديثة ومتطورة  ، وتفيدنا هذا المعلومة عن السبب المفاجئ في التطور البشري، بمعنى ان أول اسس الحضارة، من التدوين اللغوي ـ وليس الكتابة لوحدها ـ وظهور القوانين وتنظيم المدن والمعابد والزراعة والصناعات الضرورية لتلك الحياة، قد ظهرت بشكل ثوري ومقارب لفترة ظهور آدم عن سبقه، وبمعنى آخر، ان للانبياء تأثير كبير على تطوير الفكر الانساني، وليس محصورا بتوجيه الناس للعبادات!؟

 اما الاثار فقد اثبتت وجود بشري قبل تأريخ آدم التوراتي بمئات الاف السنين، ولكن الآثار البشرية لتلك الفترة لا تدل على ظهور حضاري للانسان، مما يؤكد نظرية بعث الانبياء لتغيير البشرية منذ آدم النبي والانسان المتطور وصعودا لىبقية الانبياء فعصرنا الحالي!؟

ـ هذه النظرية قد تفيدنا ايضا بتفسير كيفية تزويج آدم نسله، اذ عجز المفسرون السابقون حول كيفية ظهور نسل آدم (او استمراره) اذا كان لا يجوز تزويج الاخوة بالاخوات حسب الرآي الاسلامي بتحريم الزواج بين الاخوة والاخوات، اذ ذهب بعض المفسرين بالترويج بأن أبناء آدم كانوا توائم مزدوجة من ذكر وانثى، وان كل اخ تزوج من اخته غير التوأم، وطبعا هذه النظرية لا تنفي التحريم لان التحريم يشمل حتى هذه الحالة، لان الاب والام تبقى واحدة، ، لذلك فأن نظرية وجود بشر قبل خلق آدم منطقية جدا ومقبولة علميا و لا تتناقض حتى مع نظرية (المتوهم المتهافت) دارون في تطور الخلق وطفراته

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1سورة صاد، آية 71

2سورة البقرة، آية 30

3سورة آل عمران، آية 59

4سورة آل عمران، آية 185

5بحار الانوار للمجلسي، ج8، ص375، انظر كذلك مفاتيح الغيب للرازي ج19، ص179 مع ملاحظة ان الرقم (الف) في النصوص العربية والإسلامية القديمة يعبر عن المبالغة لأنه كان اعلى رقم معروف حينها


Add comment

Comments

There are no comments yet.