الرصافي وكتابه الفضائحي (الحقيقة المحمدية)

بعد كتابه الفضائحي (الشخصية المحمدية)

هل يصح القول ان الرصافي كان احد مؤسسي النقد الحديث في العراق؟

كان الرصافي شاعرا عراقيا كبيرا، ولكن ان صح نسبة الكتاب الموسوم (الشخصية المحمدية) له، فأنه كارثة بكل المقاييس العلمية في تأليف كتاب، فالكتاب يظهر الجهل المطبق للرصافي بحيثيات الكتابة في مواضيع مهمة تتطلب المعرفة بعلوم الحديث والرجال وحدود الاقتباس وكيفية التعامل مع النص المقتبس، لذلك ظهر الترنح في شخصية الكاتب (الرصافي) والنسخ بدلا من الاقتباس والتردد بديلا من الحزم ، والقطع برأي دون تيقن، وبالتالي حصلنا على (كتاب) ضعيف ابرز ضعف الكاتب في الخوض بمضمار ليس ضمن حدود قدرته... تفاصيل كثيرة تعتري هذا الكتاب وكان الاجدر به الا يخوض ويغير من اختصاصه الذي برع به، وهو الشعر، وقد يكون هذا السبب الرئيس له بعدم عرضه للطباعة والنشر خلال حياته...

نقاط إدانة الرصافي في كتابه هذا كثير جدا ولا حصر لها، ولكني سأكتفي بحادثة واحدة ذكرها الرصافي في كتابه ويمكن المتابعة والقياس على الاخبار الأخرى التي ذكرها في كتابه بنفس الطريقة

قصة شق صدر الرسول محمد ص

ان أبا هريرة الذي لم يعاشر النبي محمد ص سوى سنتين (عند الشيعة وأربع سنوات عند السنة) كان احد الرواة الأساسيين لهذه الحادثة المزعومة

أبو هريرة فقد قال عنه الامام علي ع أنه اكبر كذّاب على رسول الله كما كذّبه عمر بن الخطاب وعائشة، حتى أن عمر بن الخطاب قال لأبي هريرة: "لَتَتْرُكَنَّ الْحَدِيثَ عَنْ رَسُولِ اللهِ، أَوْ لَأُلْحِقَنَّكَ بِأَرْضِ دَوْسٍ"

فنكون هنا امام حادثة رويت من كذاب

ـ لو افترضنا ان الاسلام يتمثل بجناحيه الشيعي والسني رأيهما يمثل 50% لكل منهما يمثل الأمور الإسلامية، فأن الشيعة يرفضون رفضا قاطعا رواية شق الصدر، وان 50% من مفسري اهل السنة (لآية الأولى من سورة الشرح: أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ 1) يرفضون تفسير شق الصدر او لا يؤيدونه فهذا يعني ان 50% من السنة غير مقتنعين ويرفضونها بشكل تام

النتيجة تكون 75% من المسلمين يرفضون هذه الرواية، وبما ان رواية شق الصدر التأريخية قد نقلت عن وضّاعين كذابين كما اسلفنا، فهذا يعني ان الرواية غير صحيحة بشكل مطلق، وان الرصافي الذي استشهد بها لم يكن دقيقا

ـ هذا يدل على ان الروايات والنصوص التي تقدم بها الرصافي للمحاجة والنقد مجرد نسخ بلا تحليل ولا تدقيق

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كريم س. حمدي

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ